نحن إخوانكم في مسجد بلال بن رباح، نعمل في حقل الدعوة إلى الله تعالى ضمن بحر الأمة، ولا ننتمي لأيِّ حزبٍ أو جماعةٍ أو فئةٍ سياسية كانت أم دينية.
بُنِيَ مسجد بلال بن رباح سنة 1418هـ- 1997م. ومنذ بنائه أقيمت فيه أعمال الهداية والنور من خطب الجمعة والتعليم اليومي، والمحاضرات والجولات والزيارات الدعوية لمختلف المناطق اللبنانية وحتى خارج لبنان وغيرها من الأعمال التي أحيت المساجد. وقد كان لهذه الأعمال التأثير الكبير على المناطق المجاورة للمسجد وحتى البعيدة عنه، وذلك بفضل الله تعالى أولاً، ثمَّ بفضل جهود الأخوة المجتهدون في المسجد، وعلى رأسهم إمام وخطيب المسجد فضيلة الشيخ أحمد الأسير الحسيني.

سيرة فضيلة الشيخ أحمد الأسير الحسيني

هو الداعية أحمد محمد هلال الأسير الحسيني (نسبة للحسين رضي الله عنه)، مسلم سنّي، والدته مسلمة شيعيّة من مدينة صور. ولد فضيلته في صيدا - لبنان سنة 1968 في منطقة عين الحلوة، وترعرع في منطقة حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية،ونشأ في بيتٍ يسوده جو الطرب والغناء بحكم مهنة والده سابقاً . تزوّج في مقتبل العمر ورزق بثلاثة أبناء, وهو يسكن منذ سنوات في قرية مسيحيّة ... يرى المراقبون في هذا الخليط سبباً رئيسياً في تكوين شخصيته الشمولية وطرحه المدرك لحقيقة الواقع اللبناني.
عرف التدين بُعَيد الاجتياح الإسرائيلي وانخرط في صفوف الجماعة الإسلامية عام 1985 حتى 1988. شارك في مقاومة العدو الصهيوني وعملائه في لبنان، ثم تعرّف على عمل الدعوة والتبليغ سنة 1989 حيث أسس له في مدينة صيدا والجنوب. أكمل دراسته الشرعية في كلية الشريعة في بيروت. أسس مع إخوانه مسجد بلال بن رباح سنة 1997، ثم تمايز عن جماعة الدعوة والتبليغ، وهو اليوم لا ينتمي لأي حزب أو جماعة.

الشيخ أحمد الأسير حالياً هو خطيب مسجد بلال بن رباح رضي الله عنه الواقع في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان وذلك منذ بناء المسجد ... اشتهر الشيخ أحمد بجهده المتميز في لبنان وخارجه على مدى أكثر من عشرين سنة في إحياء جهد الأنبياء في مساجد المناطق السنية في كل لبنان لا سيما في الجنوب وخاصة في مدينة صيدا التي ركّز فيها تواجده حيث مسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا.
الذي يزور مسجد بلال في مدينة صيدا يرى أنه مسجدٌ نموذجي بفضل الله تعالى على الرغم من تواضع عمرانه وتجهيزاته، إذ أنّ كل نفقات المسجد وتمويل نشاطاته قائمة على تبرعات المصلين الكرام والمحبين، فالشيخ يرفض أي تمويل من أي جهة سياسية أو حزبية. 
مسجد بلال باختصار هو تجديد لمفهوم المسجد في الاسلام إذ أن الأعمال فيه لا تقتصر على الصلوات الخمس وخطبة الجمعة فقط، بل أن الشيخ يلقي درساً يومياً بين المغرب والعشاء يحضره المئات من الرجال والنساء، ويعرف هذا النشاط بالتعليم اليومي, كما أن هناك شورى يومية بعد صلاة العشاء لتنظيم أعمال المسجد من خدمة للمصلين وغيرها من أمور الدعوة .. ويخصص الشيخ موعداً أسبوعياً لأسئلة رواد المسجد فيما يخص دينهم ودنياهم كل يوم خميس بين المغرب والعشاء .. وموعداً للحوار معهم في أي موضوع يريدون طرحه بعد صلاة العشاء من يوم السبت، وموعداً للمذاكرة في أمور الدعوة والداعية كل أربعاء بعد صلاة العشاء، وكذلك مواعيداً للدروس المنهجية من فقه وتوحيد ونحوه بعد العشاء من بعض أيام الأسبوع... هذا عدا عن استضافة العلماء والمتخصصين في كافة المجالات من مختلف مناطق لبنان لإلقاء محاضرات شهرية عامة في المسجد .. وللنساء في المسجد حظ وفير, فلهن طابق خاص في المسجد يستمعن فيه إلى الدروس والمذاكرات... بما في ذلك الحضانة الداخلية التي تقدم العناية بالأطفال خلال درس الشيخ .. كما أن هناك موعداً خاصاً أسبوعياً يقدمه الشيخ لتعليم النساء قبل صلاة الظهر من كل يوم خميس.. وهناك مكتبة موسوعية في أحد طوابق المسجد بالإضافة إلى لقاءات خاصة مع الشيخ للتعليم والحوار... 

لقد تميّز مسجد بلال منذ نشأته أنه منبع للخير, فمن المسجد وإلى كل لبنان بل وللعديد من البلاد الإسلامية كانت ولا تزال تخرج الجماعات المباركة من خيرة شيبة وشباب مدينة صيدا لتنشر الدين وتصحح المفاهيم وتدعو الناس إلى ربها لتخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ظلمة الشهوات والأهواء إلى نور الطاعات والرشاد .. وعليه فإنه يصعب عليك أن تجد مسجداً أو بيتاً أو مقهىً أو أيّ تجمّع بشري في أي بقعة سنيّة في لبنان لم تصلهم رسالة مسجد بلال ولله الحمد...

ويجدر الذكر أن الشيخ أحمد اشتهر بجمال وقوة خطابه وحكمة مقاله وعذوبة أسلوبه وصدق مواقفه مما جعل رواد المسجد يثقون به ويلبون نداءه إذا دعاهم لنصرة دينهم وإخوانهم المستضعفين في كل مكان بكل سلمية وحضارة ورقي .. فتارةً يجمع التبرعات لإعمار وترميم بعض مساجد لبنان ... وتارة يقيم اللقاءات الايمانية الجماهيرية في الساحات العامة في مختلف المناطق اللبنانية .. وتارة يحضّهم على الإنفاق لدعم أهلنا في فلسطين و سوريا والصومال وبورما وغيرهم... وتارةً أخرى يستثير بهم الحمية للذود عن أهل السنة والجماعة وما يحاك ضدهم من مؤامرات تمس عقيدتهم وأمنهم وعرضهم فلا يتأخرون عنه بالتلبية .. وهذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة في الفعاليات المؤيدة لأهلنا المظلومين في سوريا، إذ لبى الآلاف دعوته للاعتصام والتظاهر السلمي في العديد من المناطق اللبنانية...


نسَب فضيلته
جدّه هو يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، والأسير، لقب اشتهرت به عائلته لأن أحد أجداده أسره الفرنج بمالطة، ولما عاد إلى صيدا عُرف بين مواطنيه باسم (الأسير). ويرجع نسب هذه العائلة إلى البيت النبوي الطاهر عن طريق سبط النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الحسين بن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنهما. ولد الشيخ يوسف الأسير في مدينة صيدا بلبنان في شهر ذي القعدة سنة 1230 هـ 1815م وقيل بعد هذا التاريخ بسنتين، بدأ نشأته الأولى في صيدا وأخذ علومه الأولى في هذه المدينة.
ومن شيوخه في هذه الفترة الشيخ إبراهيم عارفة الذي علّمه القرآن الكريم مع الشيخ علي الديربي، وقد كان عندما اتّقن القرآن الكريم قراءة وتجويداً في السابعة من عمره. وبقيَ نحو خمس سنين يتتلمذ على الشيخ علي الشرنبالي الذي لقّنه مبادئ العلوم العربية والدينية. اتصل به المرسلون الأميركان، وكلّفوه تصحيح لغة الكتاب المقدّس الذي ترجموه إلى العربية،  وطلب إليه القسّ إيلي سمث والقس الدكتور كارنيليوس فاندايك أعطاءهما دروساً في اللغة العربية،وفي أثناء ذلك طلب من المبشّرين الأميركان نظم بعض الترانيم الدينية لتلاوتها في كنائسهم الإنجيلية، وتعليم اللغة العربية لطلابهم في المدرسة السورية الإنجيلية، الجامعة الأميركية حالياً. دعي الشيخ يوسف الأسير لوظيفة مفتي مدينة عكا بفلسطين، ولما أصبح جبل لبنان متصرفيّة ممتازة بموجب البروتوكول الذي وقّعته الدولة العثمانية مع الدول الأوروبية في العام 1864م، طلبه داود باشا الأرمني أول المتصرّفين للقيام بوظيفة النائب العام في حكومته. ومن حكومة جبل لبنان انتقل الشيخ يوسف الأسير إلى اسطمبول حيث كلّف تدريس اللغة العربية في دار المعلمين الكبرى. عاد إلى وطنه واستقر في مدينة بيروت منصرفاً الى التعليم في مدارسها، من ذلك مدرسة الحكمة المارونية التي أسّسها يوسف الدبس مطران الموارنة في بيروت سنة 1865م، والمدرسة الوطنية التي أسّسها المرسلون الأميركان سنة 1863م، وأشرف عليها من طرفهم المعلم بطرس البستاني أحد تلامذتهم القدامى، ومدرسة الثلاثة أقمار للروم الأرثوذكس التي أنشئت أول الأمر في سوق الغرب بلبنان ثم نقلت سنة 1866م إلى بيروت، والمدرسة السورية الانجيلية، الجامعة الأميركية اليوم، التي أسّسها المرسلون الأميركان أول الأمر في عبيه سنة 1847 م ثم نقلوا مركزها إلى بيروت سنة 1866م. كان الشيخ يوسف الأسير أحد روّاد النهضة الفكرية في هذه البلاد، وهو يعتبر في طليعة العلماء الاعلام الذين ابتدأت بهم طلائع الحركة الثقافية في القرن العشرين. 


من مؤلفاته:
شرح رائض الفرائض، في الميراث
شرح كتاب أطواق الذهب، للزمخشري
سيف النصر، رواية تمثيلية
ردّ الشهم للسهم
الروض الأريض، ديوان شعر
شرح المجلة القضائية